الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيد الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد:
فلا شك أن الأبناء أمانة استرعانا إياها رب العباد وهو جل وعلا سبحانه سائلنا عنها، وإن من الآباء من استفرغ وسعه في نصح ولده شفقة ورحمة اقتداء بالأب الناصح نوح عليه السلام ومنهم الجد عبدالرحمن بن عيسى بن موسى العتيق البكري الصديقي القرشي فقد وجدت بخط ولده الجد عبدالرحمن – رحمهم الله جميعا – شيئا مما كان يوصي به ولعلها تكون إن شاء الله نافعة لعقبه ولمن يراها من عموم المسلمين، حيث قال -رحمه الله تعالى-: ( ... وكان والدي -رحمه الله- كثيرا ما يوصينا بتقوى الله، والاستقامة على طاعته، واتباع رسوله وتعظيمه، وتوقير العلماء، وحسن الأدب معهم، وخفض الجناب لهم، خصوصا المشايخ الذين أخذنا عنهم، وكذلك الوالدين والأهل والأقارب والأرحام وتحريم قطيعتهم وأذيتهم، وكان دائما ما ينصحنا بصحبة أهل العلم والدين والصلاح، فإنهم يعينونك على طاعة الله ويقربوك إليه، وكان -رحمه الله- يحذرنا أشد الحذر من صحبة الأشرار والفساق والغافلين عن الله وأهل الشهوات والمائلين إلى حب الدنيا والغافلين عن الآخرة، ويقول لنا لا تخالطوهم وكان أكثر كلامه لنا اتبع الحق حيث كان، وكان -رحمه الله- كثير الإحسان إلى الناس خصوصا طلبة العلم، وكان عابدا عالما متقنا محققا مدققا، وكان أكثر انتفاعي به، فكان كثير الدمعة من خشية الله، وكان كثيرا ما يحثني على طلب العلم وتحصيله، ويوصيني بالمحافظة على الصلاة والنوافل والرواتب، وقد أجازني إجازة مطولة ذكرتها في ترجمتي تشبها بمن ترجم لنفسه من العلماء وقلت في ذلك كما قال الشاعر:
فتشبهوا إن لم تكونوا مثلهم إن التشبه بالكرام فلاح
ولم يزل على الحال المرضي إلى أن توفاه الله بعد رجوعه من المدينة الشريفة إلى الدرعية سنة 1165 هـ رحمه الله ونفع بعلومه في الدنيا والآخرة ... ) نقله وعلق عليه فضيلة الشيخ/ عادل بن محمد العتيق البكري الصديقي القرشي 14 / 02 / 1441هـ
وتتواجد أسرة آل عتيق البكري الصديقي التيمي القرشي (عقب العلامة عيسى بن موسى) الان في المملكة العربية السعودية/المدينة المنورة و الرياض.